"أيام الإمام"
للشاعر أحمد شعيب
مجلة "شؤون جنوبية" العدد 64 آب 2007
"أيام الإمام" شعر زجلي للإنسانية بالعربية المحكية للشاعر الزجلي الجنوبي أحمد محمد شعيب (1933-2003)، كانت طبعته الأولى قد صدرت في العام 1972، بعد أن كتبها الشاعر في الستينات في مغتربه الإفريقي. أما طبعته الثانية فقد صدرت في الذكرى السنوية الأولى لرحيله واللافت في كتابه أنه صادر على ورق الهافان، والمطبوع بالحبر البني المحروق الملائم للون الورق وغلاف كرتون وسوليفان ناشف، في حجم وسط، عن دار المحجَّة البيضاء في 192 صفحة، زينها رسم مصوَّر لسيف الإمام علي بشبك خفيف مطبوع على الصفحات كلّها..
وكتب مقدمة الكتاب الأديب جورج جرداق المعروف بحبه للإمام علي كإمام عربي مبدع شهم محارب بليغ وهو ثروة للإنسانية. وجاءت المقدمة في صفحتين ونصف الصفحة، وذلك بطلب من كريمة الشاعرالمحامية مريم شعيب. ويرى جرداق أن الشاعر أحمد شعيب "ينتمي في ديوانه المحكي إلى الإنسانية بمفاهيمها الكلية من خلال انتمائه الديني، ومن خلال الجزئيات التي تحرّكه، كما ينبىء بأن السبب الرئيسي الذي دفعه إلى وضع هذه القصائد، والغاية الأخيرة من وضعها آخذان من حقيقة واحدة هي الرغبة المشكورة في الإضاءة على الجانب الخيِّر من المبادئ الروحيَّة عموماً"...
ويخرج الكاتب جرداق بلياقته المعهودة من التعليق على المضمون الشعري والنقد الفني، فيقول: "أما الصناعة الشعرية باللغة المحليَّة المحكيَّة ذات الخصوصية البيئية، فإني أترك قدرها وتقويمها للقارئ لأن في التدخل بين المعطي والمتلقي في فن الشعر، كما في سائر الفنون أمر لا فاعلية له"...
تسع وستون قصيدة بلغة سهلة محكيَّة, بطابع زجلي محلِّي تقرِّب من محبي الأدب والشعر لتعريفهم إلى روح الإسلام وعظمة الإمام علي.
واللافت هو هذا التدرج التاريخي الحدثي لشاعر عارف بتفاصيل حياة الرسول محمد(ص), وآله(ع), والأحداث التاريخية وتفصيلاتها وفلسفتها لتوصيلها إلى المتابع العادي الذي يحِّب الزجل اللبناني. نأخّذ قصيدة بعنوان: "دعاء" وهي القصيدة الثانية في الديوان ص(17) كنموذج:
دعـــــاء
ياخيرما ألله جبل عالأرض طيـــن وصفوِةْ جميـــع الأنبيا والمرسليـــــن
لولآك ماخلقنــا ولا تكوَّن وكــان لوح وقلم وحساب ورسـالات ديـــن
يا والد الزهرا لنا بحبَّـــك ضمــان وبسفينــِـةْ لْعنهـــا قِلــــتْ متمسكيـــن
وفي لك عند رب السماأعلى مكان ورسالتـك رحمـــة وهدى للضايعيـــن
يا بو الحسن خبّرتنا عن هالزمـان وعن كل أحـــداث الليـــالي والسنيـــن
إلنا زمان منحتمـل ضيم وهــوان لكن على حُكُـــم المْقـــدَّر صابـــــرين
بجاه الهدانــا فيك لمَّا السِـرْ بـــان بْجاه الرسول المصطفى الهادي الأمين
بجاه الأيمة قبل مــا يفــوت الأوان ودُّولنـــا المهدي الإمـــام المنتظــــر
حتى يزول الشك ويعود اليقين
والموقع ليس مسؤولا عن ذلك.